افتتح في مشفى زاهي أزرق بحلب مركز متخصص بالتهاب الكبد الفيروسي لتأمين المعالجة المجانية للمرضى المصابين وبهدف توفير عناء سفرهم إلى دمشق لتلقي العلاج أو لتأمين الدواء، خاصة بعد تسجيل 1756 إصابة بالمرض في المحافظة منذ العام 2008 حتى منتصف الشهر الحالي .
ويأتي افتتاح المركز ضمن خطة وضعتها وزارة الصحة بإقامة 6 مراكز علاجية لأمراض الكبد موزعة في محافظات القطر (اثنان في دمشق ومركز في كل من اللاذقية وحمص ودير الزور وحلب ).
وقال رئيس قسم أمراض الكبد في المشفى درار عبود لسيريانيوز إن "المركز الذي افتتح سيختص بأمراض الكبد عامة وبالتهاب الكبد الفيروسي خاصة كونه المرض الأكثر انتشار وكلفة من ناحية العلاج".
وأضاف العبود أن "القسم يضم قاعة انتظار وعدد من الغرف يعمل بها 5 أطباء ومخبر للتحليل مجهز بأحدث الأجهزة",
لافتا إلى أن "المراكز الستة الموزعة في القطر سيتم ربطها من خلال الحواسيب لتوحيد البيانات حول كل مريض الذي سيزود بدوره ببطاقة الكترونية شخصية".
ويعد التهاب الكبد الفيروسي من الأمراض المعدية التي تصيب المريض بالتهابات حادة تؤدي في بعض الحالات لتليف الكبد والتسبب بالسرطان وينتشر المرض عامة في الأماكن التي تتدنى فيها مستويات النظافة البيئية.
وكانت وزارة الصحة أجرت عملية مسح لانتشار المرض في بعض المناطق لمعرفة الأشخاص المصابين الذين يحملون الفيروس لأن الكثير من الاشخاص يكونون من حاملي الفيروس دون أن يعلموا, خاصة وانهم لا يشكون من شيء, وذلك أمل في تدارك الوضع حتى لا يتطور لمراحل متطورة وينقلوا المرض لأشخاص آخرين.
وأكد عبود إلى أن أعداد المرضى لا "ترعب" والنشاط في هذا الموضوع غير ناتج عن خوف بل هو عمل ضروري للحد من المرض.
يذكر أن المرض بفئاته الثلاث a.b.c. يعد من الأمراض التي لا تظهر له أعراض إلا فيما ندر والطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحديد المرض هي تحليل الدم الخاص بهذا الفيروس.
فالتحليل المخبري يحدد من خلاله فئة وكمية الفيروسات الموجودة في الدم لكن المشكلة بحسب عبود هي تكلفة التحليل الذي تصل " حتى 7000 ليرة سورية " والمريض بحاجة لعدة تحاليل قبل وأثناء فترة العلاج .
مبينا إلى أن الوزارة " ارتأت أن يكون التحليل الأول على حساب المريض فقط وفيه يتم كشف حاجة المريض للعلاج عندها تتولى الوزارة تكاليف التحاليل التالية والعلاج معا ".
وأضاف " صحيح أن المريض يتكلف 5- 6 ألاف كدفعة للتحليل لكن الوزارة تتكلف بمئات الألوف هي كلفة العلاج الطويل ".
ويذكر أن مدة العلاج تتراوح بين 6 أشهر حتى السنة والنصف وهذا يعود لنوع الفيروس وكميته بالدم ومدى استجابة المريض للدواء .
وتتأرجح كلفة علاج المريض يقول عبود :" ما بين 200 و 800 ألف ليرة سورية وهذه النفقات كلها مجانا على حساب وزارة الصحة " والسبب في ارتفاع التكاليف يرجع " لمدة العلاج ونوعية الدواء ( حبوب أو حقن ) مؤكدا أن " الدواء الأصلي الذي يستعمل في أوروبا وأمريكا هو الذي يوزع على المرضى ".
وعن توفر الدواء و اللقاح بشكل دائم في المركز أوضح قائلا: " إن لدى الوزارة إستراتيجية تفرض وجود فائض في الكمية داخل كل مستودع تصل حتى 30 % وعندما تقل يسارع للطلب بهدف تأمين الدواء لكل المرضى ".
علما أنه تم تحديد يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع لتوزيع الدواء ذلك تجنب للضغط نتيجة الأعداد الكبيرة .
وأما عن أعداد المصابين في محافظة حلب فتحدث مدير مشفى زاهي أزرق " زاهر بطل " لسيريانيوز قائلا :"المرضى المسجلين لدينا منذ بداية عام 2008 هو 1756 مريض حتى 14 من الشهر الحالي هناك بعض المرضى بدء تسجيلهم من عام 2006 يراجعون في كل فترة للتأكد من استقرار حالتهم الصحية ".
أضاف "المرض موجود عالميا وبنسبة إصابة أعلى من الموجودة في سوريا " .
وعن وجود مناطق في المحافظة موبوءة سجلت عدد إصابات أكثر من غيرها قال :"المرض غير محصور في منطقة محددة هناك حالات مسجلة بمنطقة اعزاز لكن المرضى يأتوا للمركز من جميع أنحاء المحافظة".
وحول إمكانية وضع خطة مستقبلية لإقامة مراكز معالجة للمرض بالريف أوضح بطل أن "الموضوع صعب وبحاجة أولا لكادر طبي مختص " لكن مقارنة مع الماضي فإن " المريض كان يسافر من الريف البعيد حتى العاصمة الآن باتت المراكز تغطي معظم المناطق ".
لافتا إلى أنه " سيتم لاحقا إقامة مجموعة من المحاضرات للتوعية من المرض وكيفية الوقاية منه ولتعريف المواطنين بالمراكز الجديدة وآلية عملها ".
وجدير ذكره أن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد هم من تعرضوا سابقا لمرض جنسي أو شاركوا في استعمال الإبر (الحقن ) مع شخص أخر ومن يقوموا بإجراء غسيل كلوي أو نقل دم بمعدات غير معقمة جيدا وأفراد أسرة شخص مصاب بالمرض وكل من تعرض للحجامة والوشم وثقب الأذن والختان بأدوات غير معقمة تعقيما سليما أو كل شخص شارك بفرشاة الأسنان وشفرات الحلاقة مع شخص أخر .
وأما عن أعراض المرض فيمكن أن تشمل يرقان أو اصفرار الجلد والعينين ، تحول البول إلى اللون الداكن وتحول البراز للون الفاتح ، فقدان الشهية ضعف عام وإعياء غثيان وتقيء حمى وصداع أو ألم في المفاصل طفح جلدي الشعور بألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن وعدم تحمل للطعام الدسم والسجائر .
وكان وزير الصحة في حديث صحفي سابق حدد أماكن انتشار وتوزع مرض التهاب الكبد الفيروسي في سوريا بشكل أساسي بالمناطق الشمالية على خط حلب - البوكمال .