علاقة اللحم المشوي بسرطان البنكرياس

دراسة امريكية كبيرة ضمت أكثر من 60000 مشارك أظهرت أن تفضيل تناول اللحوم
المطهوة على درجة حرارة عالية إلى حد حرقها أو "تفحيمها" ، على سبيل
المثال من خلال القلي ، أوالشوي ، مرتبط بزيادة مخاطر تطور لسرطان
البنكرياس.

الدراسة تمت بإشراف الدكتورة كريستين اندرسون ، استاذ
مساعد في جامعة مينيسوتا وكلية الصحة العامة في منيابوليس وزملاؤها ،
وقدمت في الاجتماع السنوي المئة للجمعية الأمريكية لبحوث السرطان ، في
مركز كولورادو في دنفر.
"البحث تركز على
سرطان البنكرياس لبعض الوقت ، ونحن نريد تحديد سبل لمنع الإصابة بهذا
السرطان لأن طرق علاجه محدودة للغاية ، وغالبا ما يكون السرطان وبسرعة
قاتلاً" أندرسون.

طهي اللحوم في مثل هذه الحرارة العالية كالحرق أو التفحيم (كما في شريحة لحم "الناضجة")
يسبب إنتاج المواد المسرطنة أو المواد الكيميائية المسببة للسرطان ، والتي
لا تشكل فيه اللحوم المخبوزة أو المطهية ، قال الباحثون.

الدراسة
الاستباقية لأندرسون وزملائها لبيانات المسح على 62581 من المشاركين الذين
شاركوا في PLCO ( أبحاث البروستات والرئتين والقولون والمبيض) المركز
المتعدد لتحديد طرق الوقاية. المشاركون أجابوا عن الأسئلة حول اللحوم التي
يتناولوها ، وإلى أي حد يريدونها أن تكون ناضجة .

على مدى 9 سنوات من الدراسة ، 208 من المشاركين تم تشخيص سرطان البنكرياس عندهم.
في
تحليل الروابط بين حدوث سرطان البنكرياس ، وكيف يحب المشاركون تناول اللحم
، وجد الباحثون أن الذين يفضلون اللحوم المطهية بدرجة حرارة مرتفعة عموماً
يزداد عندهم خطر الإصابة .
على سبيل المثال ، المشاركين الذين فضلوا
تناول لحومهم "ناضجة جداً" زاد احتمال إصابتهم بالسرطان بنحو 60% عن أولئك
الذين يفضلونها أقل "نضجاً" أو لم يتناولوا اللحم المشوي إطلاقاً .
المشاركون
الذين قدر استهلاكهم بالأعلى من المواد المسرطنة الناتجة عن ارتفاع في
درجة حرارة طهي اللحوم ازداد وبنسبة 70 في المائة خطر إصابتهم بسرطان
البنكرياس عن أولئك الذين قدر استهلاكهم بالأقل.

في حين أن
الدراسة لا تثبت يقيناً أن زيادة خطر الإصابة بالسرطان مرتبطة مباشرة
بالمواد المسببة للسرطان الموجودة في اللحوم المحروقة ، قالت أندرسون إن
الأشخاص الذين يفضلون اللحوم المقلية أو المشوية عليهم أن يخفضوا من درجة
حرارة الطهي أو إزالة القطع المحترقة قبل أكلها.
وأضافت أنه ينبغي
طهي اللحوم جيداً لقتل البكتريا دون الشوي الزائد، كما يمكن خفض كمية
سلائف المواد المسرطنة عن طريق وضعها في الميكروويف لبضع دقائق ثم سكب
العصائر عليها قبل وضعها على الشواية .
واستناداً إلى المعهد الوطني
للسرطان ،فإن سرطان البنكرياس هو رابع سبب للوفيات المتصلة بالسرطان في
الولايات المتحدة ، حيث يوجد نحو 37500 حالة جديدة كل عام وأكثر من 34000
وفاة. في أوروبا هناك نحو 60000 حالة جديدة سنويا.
لأن التشخيص نادراً
ما يحدث خلال المراحل المبكرة (غالبا ما تكون الأعراض غير واضحة) ، ومعدل
النجاة ضعيف بالمقارنة مع غيره من أنواع السرطان ، وحوالي 5 في المئة فقط
من المرضى يعيشون 5 سنوات بعد التشخيص ، ولسوء الحظ ، فإن عدد حالات سرطان
البنكرياس و معدلات الوفاة لم تتغير كثيرا في السنوات الثلاثين الماضية.
المرض
يصيب الرجال أكثر من النساء ، والمدخنين أكثر من غير المدخنين ، والمخاطر
ترتفع مع التقدم في السن وغير ذلك من العوامل ، مثل السمنة وأمراض اللثة.


على الرغم من أن الدراسة تمت في الغرب وأن سرطان البنكرياس لا يشكل نسبة
كبيرة من السرطانات المشخصة في الدول العربية إلا أن دخول أسلوب الأكل
الأمريكي بشكل سيء لبلادنا جعل من الضروري نشر الدراسة خصوصاً أن هذا
السرطان قاتل ولا يتم تشخيصه إلا في مراحله النهائية على أمل أن تجرى
إحصاءات حقيقية للسرطانات في بلادنا